رحلتي عبر صفحات الأنترنت (1) الكاتب فريد الزوي ( بنيتي لن أخذلك أبداً ) النشر 25/2/2007

 قمت بنشر هذا المقال للكاتب فريد الزوي بعد القبض علية للتعريف به حيث أن فريد قد قام منذ فترة سابقة بأرسالة لي على أيميلي للأطلاع علية والذي يعبر فيه عن ألمة بمرض أبنتة أمنة المصابة بمرض عضال في القلب والذي وفاها الأجل بعد فترة من سجنة يوم 12/5/2007 أرسلتة لموقع المعارضة ليبيا المستقبل وليبيا وطننا وليبيا الوفا والمنارة للإعلام وقاموا مشكورين بنشرة بتاريخ 25/2/2007




(*) هذه القصه كتبها الكاتب السجين فريد محمد الزوى الذى قبض عليه وهو فى طريق العودة الى مدينة طبرق وذلك على خلفية نشره مقالات عبر الأنترنت وتعبيره ومطالبتة بحرية الرأى . وهى قصة واقعية لمرض أبنته الصغيرة أمنه التى كانت تبلغ من العمر سنتان آنذاك. 
  ـ طبرق ـ ليبيا 

علي عطية المنصوري 
مراسل طبرق




بنيتي لن أخذلك أبداً

 لقد أربكني الطبيب بتشخيصه الذي يعلن فيه بتطاول ذلك المرض العضال على روح الروح ومباغتته لها وهي طرية العود بعد.(**) 
زهرتي لم تكمل عامها الأول وهذا الوحش قد أسر جدها في خريف عمره .
وبنيتي لازالت تحبوا على ارتفاع السرة تتطلع لحياة جيدة .
وتنتظرها أشياء طفولية رائعة.هذا إن قدر لها أن تنعم بالصحة .
بنيتي والدك لن يخذلك. .
سأركض نحو كل الاتجاهات .
سأجلب لك لبن العصفور.. وسأسوق النوق البيض .
طفلتي سأغادر الى عاصمة المال في يلادي وسأطالب بعلاجك وان طردوني سأبحث عن وزير الصحة وأتسمر أمام بوابة منزله وعندما يأتي سأكتفي بتقديم تقارير الموت. من غير أن أتوسل . .بنيتي لم يعرف عن والدك الخضوع
 
وان رفض سوف ابصق على قضبان بوابة منزله النحاسية وأغادر لأسأل سماسرة المال عن مصرف ليبيا المركزي وأطالب محافظها بالثروة المجنب منها والمجنح والطائر والنازل .
سأخبره مليون دولار لا تكفي اريد المليارات لأجنب أحفاد الأحفاد نزولا إلي المائة جيل قذارة الاحتياج والعوز .
وان رفض سأغادر إلى نيو يورك لمقابلة امينها العام كوفي عنان مع علمي مسبقا انه سيغادر .بصدق خيرا فعلوا .
هو لن يقف الي جانبي لان قضيتي تخص الطفولة هو وابنه خانوا البراءة. .
سرقوا غذاء أطفال العراق فليذهبوا إلى الجحيم.. سوف أقابل الذي بعده وان تعذر علي معرفته لأنه كوري والكوريون كلهم متشابهون في نظرنا سأعطي حراس مبنى الأمم ما تبقى لي من سنتات ليدلوني عليه .
وان اضطررت للمبيت تلك اليلة سأتوسد عتابات المبنى المشؤم وان داهمني البرد سألتحف بأعلام الدول الحنونة بشعوبها اما أعلام الطغاة سأمزقها. وعندما تضغط علي مثانتي بسبب السكر سأتبول عليهن وامسح بالباقي .
وفي الصباح عندما يأتي الامين العام سأنحني له احتراما لا خضوعا وسأنشده لعقد اجتماع طارئ لمحاسبة حكام القذارة لخذلانهم شعوبهم وان رفض سأنطحه بقرون الفاقة .
وبعدها اغادر الى سويسرا لنهب مصارفها وبالاموال الطائلة سأرشى عزرائيل لخطف أرواح طواغيت القذارة عديمي الرحمة وسأوصيه بأطفالهم خيرا أقول له هم أبرياء كا بنتي آمنة .
سيمزقهم ملك الموت كرامة من أجل الطفولة و سينظر إلى الأموال القذرة بعين الازدراء ويتركها .
وبمجموعها سأنشئ المستشفيات والملاجئ في كل بقاع الدنيا وان فشلت خططي لاختراق مصارف سويسرا أيتها الغالية.. سأجاهد لمعرفة أين خبئوا إرهاصات ليبيا النووية وعندما أوفق سأكتفي بأخذ قطعة واحدة وسوف أبيعها في سوق الخردة .
سأبيعها من غير معرفة ثمنها الحقيقي سأقول أربعة عشرا الف جنيه ان قالوا سماسرة الخردة أيها المعتوه. إنها تساوي المليارات أقول لهم في عرفي أنا. هكذا هو سعرها .
سأعطي الطبيبة التي اخترتها لإجراء عملية طفلتي الصغيرة اثنتي عشرة ألف جنيه وبالباقي أستأجر شقة في أحدى الدول العربية يكون بواب بنايتها اعور عندما يقابلني أنا وزوجتي ولا يفطن لفلذة كبدي التي احتويتها بين أحضاني .
يقول بعين العوار يا أستاذ احذر ممنوع اصطحاب الحريم للعمارة وبعينه الأخرى يغمز لنتانة النتانة بالصعود .
بنيتي لن أتوسل الناس من اجل علاجك لان في التوسل جبن وذل يمقته ابوك .
احد أصدقائي من الذين يمتلكون مئات الآلاف اكتفي يوم توديعي بأن قال تمشي وترجع بالسلامة. مع العلم انه سمع ما قاله الطبيب ابنتك أيها السيد تحتاج لقسطرة مع بالونات لتوسيع الصمام .
البعض من المخلصين سكب المال في كفي رغم تمنعي أخذته على مضض وشكرت لهم صنيعهم ودعوت لهم في ظهر الغيب .
هم أعطوني قوت أولادهم وسيظل صنيعهم هذا دينا في رقبتي .
طفلتي ان تعذر علي علاجك سأقوم بثورة لوحدي سأغزو الصحراء واستولي على شجر الزيتون والنخيل .
ولن أ كتفي باعطاء رعيتي تمرة واحدة و لا زيتونة واحدة .
بل سأعطيهم عراجين الحياة لن أنصب دولتي على سخافات الاشتراكية وقذرات الرأسمالية سوف أجعلها واسطية تحتوي آلام العالم وسخافاته .
سأجعل شريعة الأجداد الأوائل تحكمها في شرعهم لا يجوع ولا يظلم احد .
وعندما يداهمني الأمريكان وأذنابهم ويرسلوني خلف قضبان غوتنامو بنيتي سأصنع من قضبانهم ألف صمام وألف أمل واجعلهن على هيئة حلي .
حبيبة القلب خذي منها وأستبدلي كما يحلو لك وعندما تكبرين تزيني بهن يوم زفافك والباقي أعطيه للسيد محمد يونس البنغالي ليعطيه طفولة أسيا المجروحة وربما يعطونه نوبل أخرى على أفكاره الرائعة من اجل الإنسانية.
 
وأخيرا بنيتي الغالية لا تنسوا أطفال اليهود فهم أبرياء مثلكم ولا تنسوا ان تتقاسموا الآمال مع كل أطفال الدنيا.
 
________________________
(*) هذه القصه كتبها الكاتب السجين فريد محمد الزوى الذى قبض عليه وهو فى طريق العودة الى مدينة طبرق وذلك على خلفية نشره مقالات عبر الأنترنت وتعبيره ومطالبتة بحرية الرأى . وهى قصة واقعية لمرض أبنته الصغيرة أمنه التى كانت تبلغ من العمر سنتان آنذاك. 
جمعية أصدقاء الكاتب
 ـ طبرق ـ ليبيا 

(**) بعد وقوف اهل الخير والمرؤة تم اجراء عملية جراحية للطفلة آمنة فى جمهورية مصر ولكن القدر كان لها بالمرصاد وافتها المنية يوم 12/05/2007 ....فاللهم اجعلها ذحراً لوالديها فى الجنة.

ـ الى هذا اليوم 26/02/2008 لا زال الكاتب فى السجن مع رفاقة الذين طالبوا بحق الأحتجاج السلمى يوم 17/02/2008 وهى ما تعرف بقضية د.ادريس بوفايد ورفاقة .
 

ـ الذكرى السنوية الأولى لاعتقال د. بوفايد ورفاقه
http://www.libyaalwafa.com/idrees_abufyed/remembrance_of_boufayed&fellows_110507.htm

ـ رغم مرور شهر على اعتقاله .. لم يعرف بعد مكان احتجازه// التضامن لحقوق الإنسان.....
http://www.hrinfo.net/libya/lhrs/2007/pr0320.shtml

ـ نحن لسنا اكثر شجاعة من الاشوريين والبابليين. سيدي القائد الحالم!!!.
http://libyans.125mb.com/articl1.htm#D3

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قيل عن بــرقة "سُمع عمرو بن العاص يقول على المنبر في أهل برقة: هم أصحاب عهد إن عاهدوا".

صب المر كان المر طاب .. مفيش امر من فرق الأحباب

هذا زجاج من صحراء ليبيا غالي الثمن ومستكشف حديثا وله سمعة في سوق المعادن الثمينة