بالفيديو | لقطات صادمة تنشر أول مرة من داخل مراكز احتجاز المهاجرين.. واعترافات خطيرة لاحد مهربي البشر

ليبيا – نجح الصحفي الإستقصائي البريطاني “روس جيمس كيمب” بتصوير وكتابة وإنتاج وثائقي مصور بعنوان “جحيم المهاجر في ليبيا” حيث تابعته وإطلعت عليه وترجمته صحيفة المرصد الليبية ليكون على 3 أجزاء ننشرنا منها الجزء الأول وننشر الآن الجزء الثاني.
ووفقاً لما ورد في الجزء الأول والثاني فقد أجرى “كيمب” إتصالات مع بعض الجماعات المسلحة لتأمين رحلته التي بدأت من الحدود الجنوبية مروراً بمدينة براك الشاطئ فيما نسق مع بعض المهربين لإجراء مقابلات محدودة مع رجال ونساء تعرضوا إلى العنف والإبتزاز والإكراه على العمل وممارسة البغاء بحجة توفير الأموال الكافية لتمويل رحلتهم الطويلة التي تمتد من أقصى جنوب ليبيا وصولا إلى أقصى شمالها.
وفيما إحتوى الجزء الأول على رحلة “كيمب” مع المهاجرين غير الشرعيين ومهربيهم من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال يبدأ الصحفي البريطاني في الجزء الثاني بسرد تفاصيل الرحلة داخل العاصمة طرابلس وحتى الوصول إلى شاطئ البحر وفيها يقول:”أنا الآن في طرابلس في مدينة تعد الأخطر بين مدن العالم وهنا توجد حكومة جديدة ولكن القوة الحقيقية هي بيد الميليشيات المسلحة وهنا يوجد 40 منها وتحصل على التمويل من الإختطاف والتهريب”.
ويضيف:”وفي كل ليلة تندلع فيما بينها المناوشات المسلحة وخلال الوهلة الأولى تلحض أن الأمور طبيعية ولكن شيئاً فشيئاً تتلمس التوتر حيث الرمال الحارقة ودرجة الحرارة البالغة 45 درجة مئوية وخلال تنقلك لمئات الأمتار ستواجه العديد من الحواجز لجماعات لا تواصل مع بعضها البعض وترى حجم الحرمان بين الناس وقد ترتعد فجأة وتتوقف وفي ظل مع الحرب ضد تنظيم “داعش” على طول الساحل وتنافس 40 ميليشيا للسيطرة على المدينة وإقتصاد يتهاوى وإظلام تام يومي تبدو معالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية ليست أولوية”.
ويستمر “كيمب” في التوضيح قائلا:” لا توجد هنا عملية رسمية للتعامل مع المهاجرين فمن يتم إلقاء القبض عليهم يذهبون إلى التحفظ في مراكز الإحتجاز وهنا في طرابلس 3 مراكز معروفة ونحن على وشك أن ندخل واحداً منها هنا في منطقة الفلاح فقبل الحرب عمل رفيقي هذا ويدعى “أنس” في أحد المصارف ولم تكن له أية خبرة في إدارة شؤون مراكز الإحتجاز فهنا في هذه القاعة يوجد نحو 490 من المهاجرين يتم التحفظ عليهم معزولين”.
كيمب ومدير مركز احتجاز المهاجرين في منطقة الفلاح “أنس”
“وهم يحصلون على كميات قليلة من الطعام وبعضهم هنا منذ 9 أشهر ولا نستطيع أن نفكر في الأمر فقد كانوا قريبين من تحقيق حلمهم ومن ثم وجدوا أنفسهم في ظل ظروف سيئة للكثير منهم أكثر من سوئها بالنسبة لمن يديرون هذا المكان فهؤلاء الناس لا أحد لهم ليذهبوا إليه فالليبيون لا يريدونهم وأوروبا لا تريدهم وحتى بلدانهم لا تريدهم”.
كيمب: كيفك حالك؟ من أي بلد أنت؟
أحد المهاجرين: أنا من ساحل العاج بلد اللاعب دروغبا الذي يلعب في تشيلسي الإنجليزي.
كيمب: كم بلغت المدة للوصول إلى ليبيا من ساحل العاج؟
المهاجر: إسبوعين.
كيمب: كم من المال كلفك ذلك؟
المهاجر: 3 آلاف يورو والآن خسرت كل شيء.
كيمب: ماذا سيحصل لك لو عدت أدراجك إلى بلدك؟
المهاجر: إذا عدت لبلدي لن يكون لدي أي شيء هناك وأفضل الموت وسأقتل نفسي.
ويمضي كيمب في السرد بالقول:”وبسبب مستويات العنف وعمليات الإختطاف وغياب الدور الحكومي فإن وكالات الإغاثة لا تستطيع العمل أو تحقيق أي نجاح هنا فالظروف هي الأسوء التي أشاهدها في حياتي فالمرافق الصحية وعددها 2 فقط مليئة بالفضلات البشرية وغير صالحة للإستخدام لأنها تستعمل من قبل 492 رجلاً وكميات الطعام لا تكفي لهم”.
كيمب: من أي بلد أنت؟
أحد المهاجرين: من غامبيا.
كيمب: تبدو نحيفاً جداً كم من الزمن لك هنا؟
المهاجر: 6 أشهر.
كيمب: وماذا عن مستقبلك؟
المهاجر: أريد العودة إلى بلدي هذا كل ما أريده الآن فأنا هنا منذ 6 أشهر ووالداي لايعلمان شيئا عني وهذا أمر صعب جداً.
كيمب: هل يوجد أي أحد في غامبيا يعلم أين أنت الآن؟
المهاجر:لا لا أحد وعندما غادرت بلدي كان وزني 87 كيلوغراماً والآن مابين الـ70 والـ80 كيلوغراماً فلا يوجد هنا ما يكفيني من الطعام.
أنس: حسناً يا سادة أنه وقت تناول الفطور تمهلوا على مهلكم على مهلكم.
كيمب:لاحظوا أن أنس يحاول تنظيم هؤلاء الناس إلا أنهم جائعون فهم لا يحصلون على مايكفيهم من الطعام.
كيمب: ما الذي يحصل عليه كل واحد من هؤلاء؟
أنس: كوب من الشاي وقطعة من الخبز وأخرى من الجبن هذا هو الفطور وهذا الطعام لا يكفي لإشباع جوع طفل وليس رجل كامل لكن هذا ما هو متوافر لدينا.
كيمب: الناس هنا يتضورون جوعاً وإذا ما حاولوا الهرب فقد يواجهون إطلاق الرصاص عليهم من قبل حراس غير مدربين متهمين بممارسة الضرب والعنف بحق هؤلاء.
كيمب: ما شكل تعامل هؤلاء الحراس معكم؟
أحد المهاجرين: سيء فهم لا يفهمون ما الذي نتحدث عنه معهم وحينما نتحدث يضربوننا ويقولن عنا بأننا حيوانات نعم حقاً هذا ما يحصل.
مهاجر آخر: كما قال يضربوننا ويسموننا حيوانات وعبيد.
كيمب: والمهاجرون في مراكز إحتجاز كهذه يجري بيعهم لمهربي البشر وإذا لم تتم عملية البيع فالعديد من هؤلاء سيموتون هنا على الأرجح.
كيمب: البعض من هؤلاء يقولون بأنهم تعرضوا للضرب.
أنس: ما تسمعه من هؤلاء أنا أصدقه نعم أصدقهم فالذنب ليس ذنب الشرطة لا أحد قام بتدريبهم من قبل ولا أحد شرح لهم ما الذي يعنيه مهاجرون فهم يعاملونهم وكأنهم أسرى حرب أو شيء من هذا القبيل وهو ما يحتم علينا تدريب الشرطة.
ويستمر كيمب في السرد قائلا :” أنس يبدو رجلاً صالحاً ولكنه رجل واحد فهنا جحيم حي ومن الممكن أن تستنتج بأنك إذا وصلت إلى هذا البلد فإنك قد تنتهي هنا ولا أحد يريد أن تكون نهايته هنا فقد خسروا كل أموالهم التي أدخروها للوصول إلى هنا وهذه فرصة جيدة لتنسى ذلك فضلاً عن عدم وجود أي حكومات قد تساهم في إعادة هؤلاء لبلدانهم فمعظهم لا يرغب ببساطة سوى في العودة إلى بلادهم ولكن لا يبدو أن هنالك الكثير من العون لتمكينهم من ذلك فما الذي سيحصل لاحقاً”؟
مركز احتجاز المهاجرات النساء في مدينة صرمان
“لقد سمعت بوجود مركز إحتجاز خاص بالنساء حيث الظروف سيئة أيضا فعلى بعد نحو 40 ميلاً من مدينة صرمان وقبل يومين فقط من الآن كان من الخطر جداً الوصول إلى هناك بسبب القتال بين الميليشيات المتنافسة لقد عبرنا للتو نقطة تفتيش وكان لزاماً علينا أن نوقف الكاميرا عن العمل فهذة المنطقة مسيطر عليها من قبل ورشفانة وهم داعمين للقذافي والطريق تم فتحها للتو فقد كانت مغلقة لمدة عام لأن ورشفانة لم تكن راغبة بفتحها ومن فيها مسؤولين عن العديد من الهجمات ونوع من العنف والقتل فهذا هو المركز ومسألة تأمينه بيد ميليشا محلية وهنا توجد 300 إمرأة لا يوجد أي إتصال بينهن والعالم الخارجي ولا فكرة لديهن عما سيحدث لاحقا لهن”.
مهاجرات: لا يوجد مكان مثل الوطن نحن راغبات الآن فعلاً في شيء واحد هو العودة إلى بلداننا.
كيمب:وقد نجت الواصلات الجدد إلى هذا المكان من مأساة مرعبة الليلة الماضية لقد كنت البارحة على ظهر قارب ما الذي حدث؟
المهاجرة فيفور: لقد إنقلب القارب.
كيمب: وسقط الناس في المياه؟
فيفور: لقد ماتوا فالناس يموتون عندما يسقطون في البحر.
كيمب: وماذا عن هذين الصبيين؟
فيفور: لقد فقدنا الأم لقد غرقت في البحر.
كيمب: كم كان عدد الناس على متن المركب؟ هل تعلمين كم عددهم؟
فيفور: 120.
كيمب: هل تعلمين كم نجى منهم؟
فيفور: فقط 18.
كيمب: هل يفهم هذين الصبيين ما الذي حصل لوالدتهما؟
فيفور: لا وهذا الصبي يسأل عن أمه وأقول له ستأتي لاحقاً.
كيمب: ما هو شعورك الآن؟
المهاجرة فيفور تبكي بحرقة وكيمب يربت على كتفها ويقول لها: أنا آسف جداً.
كيمب: وعلى الرغم من نجاتها ومعها الصبيين فإن فيفور على وشك الإدراك بأنهن ومن معهن من أطفال عالقين هنا. ويبدو أن هذه القاعة تحوي نحو 200 إمرأة معظمهن هنا منذ نحو 4 أشهر والآن لا أعتقد بأنهن ونحن ولا حتى الناس الذين يقومون على رعايتهن نملك أي فكرة كم من الوقت الأكبر سيمكثن هنا في ظروف صعبة مثل هذه.
كيمب: هل أنت حبلى؟
مهاجرة: نعم.
كيمب: ما عدد أشهر الحمل؟
المهاجرة: 9 أشهر وأسرتي قلقة علي فهي لم تسمع أي أخبار عني ولك أن تتخيل واحداً من أسرتك لم تسمع عنه منذ 4 أشهر وأنظر إلى المكان الذي أجلس فيه وهو ذاته الذي أنام فيه لماذا يتم التحفظ علينا هنا؟ لا أعلم لماذا؟ أنظر إلى حالنا فهنا يوجد 5 نساء مثلي في الشهر التاسع من حملهن.
كيمب: ويبدو بوضوح بأن هذا المكان لا يحوي أي أطباء أو أي من عمال الإغاثة الذين تركوا ليبيا فهذه النسوة لا تتلقى أية رعاية طبية.
مهاجرة أخرى: أنا أعاني من مرض الصرع ولقد نفد علاجي.
كيمب: هل تنتابك نوبات الصرع هنا؟
المهاجرة : نعم تنتابني.
كيمب: هل لك أن تعلميني ما الذي يعاني منه الأطفال؟
المهاجرة: لا يحصلون على الطعام الكافي والرعاية الطبية وأنا لا أعلم ماذا أفعل معهم بحالتي الصحية هذه كل ما أريده الآن العودة إلى  بلدي فأنا محبطة جدا ومتعبة ولا أعرف ماذا أعمل مع هؤلاء الأطفال لقد فعلت هذا بي وبهم وألقيت بهم إلى هذا المستنقع.
المهاجرة التى ولدت داخل مركز الاحتجاز وفقدت رضيعها
كيمب: لقد وضعت مولودة بعد حمل دام 7 أشهر منذ شهر مضى.
مهاجرة أخرى: لقد وضعت طفلة خديجة بعد 7 أشهر من الحمل ولقد نزفت وإستمر نزيفها حتى ماتت في النهاية بعد إسبوع من ولادتها.
كيمب: هل تم نقلك لمكان آخر لتلدي فيه أم وضعت مولودتك هنا؟
المهاجرة: هنا تمت ولادتي وفوق ألم فقداني لطفلتي لا أحد يهتم بي هنا وأنا على وشك الموت أيضا لاحظ عروقي لا دماء فيها وأنا لا أستطيع الحراك أيضاً والنسوة هنا يأخذنني لدورة المياه ويعودن بي للفراش أنا أموت هنا أموت.
كيمب: هنا أنا لا أبالي من أين بلدك فالكثير من المعاناة ممكن أن نتلمسها بوضوح وإذا كانت وجهة النظر بشأن ضرورة بقاء هذه النسوة في بلدانهن الأصلية أو حقهن في الإنتقال إلى أوروبا وبغض النظر عن كل هذا فرؤيتي للأمر أنهن في معاناة حقيقية وكبشر علينا أن نهتم بهن ونحاول إيقاف معاناتهن فحلم الوصول إلى أوروبا بالنسبة للكثيرات تحول إلى كابوس ولكن بالنسبة للآخرين فرصة عمل فالتهريب يشكل الآن نحو 50% من الدخل المحلي في منطقة الساحل.
وأنا الآن في أحد مراكز الشرطة في طرابلس وسأقابل أحد المهربين الذي يُزعم بأنه قد نقل أكثر من ألفين من الناس إلى أوروبا وقد تم إعتقاله منذ 8 أشهر في وسط أحد قوارب المهاجرين قرب أحد المدن الساحلية وهو الآن بإنتظار حكم القضاء عليه.
كيمب مع أحد مهربي البشر المقبوض عليهم في طرابلس
كيمب: هلا أخبرتني كيف أصبحت مهرباً؟
المهرب المعتقل: لقد بدأ الأمر حينما كنت صبياً صغيراً أعمل لحساب مهرب كبير ونأخذ من كل مهاجر 500 إلى 1000 دينار أي مايعادل 250 إلى 500 جنيه إسترليني في مقابل وضعهم على متن القوارب ومن ثم تعرفت على وسطاء أفارقة وأصبحت مهرباً بشكل رسمي يأتي الناس ويدفعون لنا الأموال وتبلغ أجرة كل قارب 20 ألف دينار أي قرابة الـ11 ألفاً و500 جنيه إسترليني ويكلفني محرك القارب 10 آلاف دينار أي قرابة 6 آلاف جنيه إسترليني.
وجهاز منظومة تحديد المواقع يكلف 3 آلاف دينار أي 1700 جنيه إسترليني وبالمجمل يكلف القارب 40 ألفاً من الدنانير أي 23 ألفاً من الجنيهات الإسترلينية ويكون الربح بمقدار 15 ألفاً من الدنانير أي 8 آلاف و750 جنيه إسترليني للقارب الواحد.
كيمب: كم عدد الناس الذين تهربهم في الأسبوع الواحد؟
المهرب: قاربين أو 3.
كيمب: هذا يعطيه ربحا بمقدار 25 ألفاً من الجنيهات الإسترلينية كل أسبوع في بلد يبلغ فيه معدل الأجور الشهرية 400 جنيه إسترليني فقط.
كيمب: حينما تضع المهاجرين على متن القارب هل يقوم أحد المهربين بتشغيل المحرك والإبحار بالقارب؟
المهرب: يوجد ربان للقارب وهو من السنغال أو غامبيا على الأرجح وبوصفه وسيطا يأتي بـ90 إلى 95 من الناس من بينهم الربان والمراقب لأنظمة تحديد المواقع والربان يأتي من البلد الإفريقي ويتولى القيادة فهو كان صياداً للسمك في بلده ولا يدفع المال هو ومراقب الأنظمة كسائر المهاجرين.
كيمب: هل تتوقع أن هذه القوارب ستقوم بالرحلة بأكملها إلى إيطاليا التي تقع على بعد 200 ميل؟
المهرب: لا فقوات الأمن الإيطالية تبعد نحو 13 ميلاً فقط.
كيمب: فأنت بهذا تعتمد على جهود البحث والإنقاذ البحري الأوروبية لإستكمال مهمتكم من خلال إلتقاط المهاجرين.
المهرب: نعم.
ويختتم كيمب هذا الجزء من رحلته بالقول:”القوارب الإيطالية تنتظر قبالة السواحل الليبية لتلتقط 170 ألفاً من المهاجرين هذا العام ومن المحتمل أن تنجح في إنقاذ عدد كبير من الحيوات ولكن البعض يعتقد أن وجودها يشجع المهربين فكما لاحظتم فإن المهرب الذي قابلته لوحده مسؤول عن نقل ألفين من المهاجرين إلى أوروبا ولا يوجد لدينا أي فكرة عن عدد هؤلاء المهربين هنا ولكني أعتقد أن كل مهرب في هذا البلد يتم إعتقاله غداً سيجد صفاً من الناس البدلاء عنه فالوضع على هذا الحال في هذا البلد”.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قيل عن بــرقة "سُمع عمرو بن العاص يقول على المنبر في أهل برقة: هم أصحاب عهد إن عاهدوا".

صب المر كان المر طاب .. مفيش امر من فرق الأحباب

هذا زجاج من صحراء ليبيا غالي الثمن ومستكشف حديثا وله سمعة في سوق المعادن الثمينة