لـــيـبـيــــا وطنــــــي الجمــــــــــــــيل ســـــــوســــــة لـــبـيـيـــأ


لـــيـبـيــــا وطنــــــي الجمــــــــــــــيل

ســـــــوســــــة  لـــبـيـيـــأ



علي عطية المنصوري

مراسل طبرق



منقول من صديقي 

محمد علي سالم

2015

1ـ قصيدة وشاعر
===========
من وحي سوسة
للشاعر المصري علي محمد حمد
=============
زار الشاعر المصري علي محمد حمد تونس الخضراء في سنوات الخمسينيات من القرن العشرين وهناك استقر بمدينة سوسة وعمل في حقل التدريس هناك لفنرة من الزمن ، وسوسة مدينة ساحلية تتميز بموقعها الفريد علي الخليج المواجه لليبيا التي غادرها بعد أن عمل بتدريس اللغة العربية في مدارس بنغازي ردحاً من الزمان عام 1953 ثم انتقل إلي مدينة سوسة ليعمل بالتدريس في مدارسها .
أحب علي محمد حمد مدينة سوسة وهام بها وعشق شاطئها الجميل الذي ذكره بشاطئ مدينته الأسكندرية فراح يناجيها من بعيد وسوسة تداعب بنسائمها ذكرياته بفتنة موقعها الفريد .
كانت شمس الغروب وقتها تسحب آخر خيوط النهار لينجلي الليل ببهجة خلابة فراح يخط بيراعه قصيدته التي اشتهر بها وأطلق عليها اسم ” من وحي سوسة ” ونشرتها صحيفة البشائر الليبية بتاريخ 27يوليو عام 1953 وأهداها الشاعر لصديقه الشاعر الليبي أحمد رفيق المهدوي .
وحفلت أبيات هذه القصيدة الرقيقة بصور فنية وجمالية رائعة وقد بلغ عدد أبياتها نحو خمسين بيتاً وكانت من ضمن المقرر المدرسي علي طلبة المدارس الإعدادية بمصر في سنوات الستينيات من القرن الماضي .
ومن أبياتها التي حفظناها :
أرأيت سوسة والأصيـل يلفّها
في حلّة.. نُسجت من الأضواءِ؟
أمّا أنا فلقد أُخذت بسحرهــا
لمّا وقفتُ هناك ذات مسـاءِ !
حدقت في أرجائها من شرفتي
فعشقت منظر هذه الأرجاء
البحرُ يبدو من أمامـي موغـلاً
في الأفق ، والجبل الأشمُّ ورائي
والشمسُ تسكب في الغروب
أشعةً حمراء فـوق اللجة الزرقـاء
هبطت إلى سطح المحيط فنصفهـا
عليه، ونصفها في المـاء
عزمت عن الكون الرحيل
فخضبت أفاقه بدموعها الحمراء
وهنا على شطان سوسه يالها
من جنة سحرية الإغراء
نامت على البحر الجميل كظبية
مذعورة هربت من الصحراء
عذراء في يوم الزفاف تهيأت
للعرس وانتظرت على استحياء
يسرى نسيم الليل طلقا ناعما
ينساب بين رياضها الفناء
وعلى التلال أشعة وردية
سالت كأقداح من الصهباء
وعلى النخيل من الأصيل غلالة
فتانة الأصباغ ذات بهاء
تبدو الطبيعة فيه أجمل ما تري
في سائر الأرجاء والأنحاء
يا بحرُ أغفي أهـلُ سوسة كلهم
وتمردّت عيني على الإغفاء
لم يبق غيري في الشطان ساهراً
تحت الظلام مفرّغ الأحشـاء
أعرفتني يا بحر أنى صاحب لك
منذ عهود طفولتي البيضاء
كم همتُ في الإسكندرية شارداً
أفضي إليك بحيرتي وشقائـي
وهنا بسوسة قد لقيتك ثانيــاً
وكذا الحياة تقاربُ وتنائـي
بُح لي بنجواك القديمة وارو
لى سر الحياة وقصة الأحياء
حضنت شواطئك الحضارة طفلة
فحفظت منها أغرب الأنباء
وعرفتَ ما للشرق من فضلٍ
على أجناس أوربـا ومـن آلاء
ورأيتَ طارق * عابراً في فُلكه
يطوي عليك غوارب الأنواء
وكتائب العُرب الكـرام وراءه
ويرق فوق الأوجه السمراء
صِفْ لي بربك كيف أقلع ركبهم
نحو الشمال.. فإنهم آبائـي
حملوا الهدى والنور في أيمانهم
للمغرب وهو يعيش في ظلماء
يا أرض سوسة في خميلك شاعرُ
يشدو ، وأنت خميلة الشعـراء
أقبلت انشد في هدوئك سلوة
وهربت من صحبتي ومن أعدائى
وفرشت من فمك الصفا سلسلا
وشعرت بالسلوى تعالج دائى
رفقاً بزائرك الغريب وإن أكـن
فيما ذكرتُ وقعتُ في الأخطاء
أنا لا أرى المصري حيث يقيم
في أهليك معدوداً من الغربــاء
إن العروبة أمـةُ ُ مهما نــأت
دارُ ، برغم تعدّد الأسمــاء





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قيل عن بــرقة "سُمع عمرو بن العاص يقول على المنبر في أهل برقة: هم أصحاب عهد إن عاهدوا".

صب المر كان المر طاب .. مفيش امر من فرق الأحباب

هذا زجاج من صحراء ليبيا غالي الثمن ومستكشف حديثا وله سمعة في سوق المعادن الثمينة