ليبيا ( أيا وطني ) راشد السنوسي
ليبيا
( أيا وطني )
أيا وطني
رحلتُ وغصّةٌ في الصّدرِ قد ظلّت تراوحني
وكنتَ بغربتي طيفاً يهوّم لحظة الوسنِ
فأنت أمانةُ الأسلافِ ما هانت ولم تهنِ
ولن أنسي مشاعر من يودّعُني
كأنّك فيهمو جسّدت غصن الغابة اللّدِنِ
ويا وطني
وهذا الصّمتُ منكَ اليوم يقلِقُني
أتعلمُ كم يعذّبني !
حديثُ القتلِ والتّهديم في المدنِ
فتلكَ منازلُ الصّبواتِ أذكرها وتذكُرني
لكم كانت ملاذا لي , دفنت بحضنها شجني
بكت وبكيتُ وهي تكاد من وجعٍ تُعانِقُني
بحزنٍ لا يفارقني
سألتُكَ كم يساوي الفردُ نفقده بلا ثمنِ
وهل مازال ينعتُه نشيج الأرضِ بالوطني
أَليمٌ ما يدور علي ثراكَ اليوم من محنِ
فإن حادت ثقافتنا إلي الأسواطِ والكَفَنِ
وعاد لنا مسوخُ الأمسِ من مستنقع العفنِ
وصار ترابكَ الغالي لمأفونٍ وممتَهَنِ
كأنّ مواكب الّشهداءِ فوق الدّربِ لم تكُنِ
ويا وطني
بغاثُ الطّير مازالت تَمُجّ القيحَ في الأُذُنِ
تحرّض شهوة المحتلّ تغريه ولم تَهِنِ
ورغم قساوةِ الزّمنِ
فمازالت صدور بَنيكَ دونكَ حاجزاً تبني
فأنت الرّوحُ في البدَنِ
أيا وطني , أيا وطني
Rashed Alsenussi
تعليقات
إرسال تعليق