#تحقيق | مستند يحل لغز إختفاء مروحية عسكرية من ليبيا سنة 2011 .. أين و لمن ذهبت ؟ 2 أكتوبر، 2017

ليبيا – أكدت مصادر إعلامية مقربة من أحزاب المعارضة السياسية المدنية السودانية اختفاء مروحية عسكرية ليبية من طراز MI8 روسية الصنع تحمل رقم التسجيل 8332 داخل السودان بعد أن تحصلت عليها حكومة البشير من ليبيا سنة 2011 .
و بينت وثيقة تحصلت عليها المرصد أن تسليم الطائرة الى السودان تم بالفعل بناءً على تعليمات صادرة من وزير دفاع المجلس الانتقالي سابقاً جلال الدغيلي المقيم حاليا فى دولة قطر.
و قالت المصادر السودانية التي تابعتها المرصد ان الطائرة لم تسلم حينها الى القوات الجوية السودانية وانما إستلمها السوداني المتنفذ “جعفر الخليفة ” الذي يشغل مدير العمليات في شركة الراية الخضراء للطيران المملوكة كإستثمار لجهاز الامن والمخابرات الوطني السوداني .
و لان اوراق الطائرة غير مكتملة فقد تم تسجيلها في السودان باوراق مزورة و ذلك بحسب ذات المصادر السودانية التي تسائلت عن سر العلاقة بين ضباط في جهاز الامن السوداني ووزير الدفاع الليبي الاسبق جلال الدغيلي فيما لم تبين
و أشار سجل إطلعت عليه المرصد لشركة الراية الخضراء السودانية للطيران الخاص إمتلاكها طائرتين من طراز MI8 إحداهن سجل لها فى عداد ساعات طيرانها حتى سنة 2016 عدد 5000 ساعة طيران فيما سجلت الأخرى عدد 750 ساعة طيران و قد سجلت الاخيرة باسم سوداني يدعى محمد حسان و هو أحد المساهمين فى الشركة و مرتبط بالسوداني جعفر الخليفة .
و بحثت المرصد فى السجل الليبي لتلك الطائرة التي كانت من ضمن سرب قاعدة مرتوبة الجوية قرب درنة ثم فى قاعدة الكفرة الجوية الواقعة الي الشمال الغربي من الحدود مع السودان و تبين بأن عمرها بالساعات عند إختفائها كان 60 ساعة طيران ما يعني بأنها كانت جديدة و هو ما يعزز إحتمالية بأنها ذات الطائرة التي أصبحت مملوكة للشركة السودانية و سجلت عدد 750 ساعة طيران حتى سنة 2016 بحكم أن الطائرة الأخرى سجلت عدد 5000 ساعة ما يعني أن الاولى كانت بحوزة الشركة قبل الثانية.
و بحسب طيارين عاملين على السرب العمودي الليبي تحدثت معهم المرصد فقد كانت اخر مرة شوهدت فيها المروحية يوم 22 سبتمبر 2011 عندما وصل خبراء وفنيون سودانيون الى قاعدة الكفرة الجوية جنوبي شرق البلاد وقاموا بتفكيكها و شحنها على متن طائرة شحن سودانية من طراز يوشن 76 و التي تملك شركة الراية الخضراء السودانية بالمناسبة واحدة منها مسجلة بالرمز ST-EWX .
وبينت الوثيقة و هي عبارة عن مراسلة بين آمر المدرسة العسكرية الجوية الفنية في مرتوبة لرئيس اركان القوات الجوية الليبية بأن الطائرة التابعة بالأساس لقاعدة امعيتيقة الجوية قد تم اهداؤها للسودان بتعليمات من وزير الدفاع الليبي الاسبق جلال محمد منصور الدغيلي .
و بالبحث أيضا فى العشرات من الوثائق الخاصة بسجلات عمليات شركة الراية الخضراء السودانية و فى آخر جدول بيانات عمليات التملك الخاصة بها و المعتمد من قبل مصلحة الطيران السوداني فى ديسمبر 2008 و اطلعت عليه المرصد ، فقد بيّن عدم ملكية الشركة إلا طائرة واحدة من طراز MI8 بينما بينت سجلاتها اللاحقة كما هو ( المبين أعلاه ) تملكها طائرتين من ذات الطراز و ذلك حتى سنة 2016 فى الوقت الذي لم يتسنى فيه الوصول الى ما يدل على شرائها طائرة أخرى من هذا الطراز عدا الطائرة الاولى ذات الـ ” 5000 ساعة طيران “.
جلال محمد منصور الدغيلي شغل منصب وزير الدفاع بعد ” ثورة 17 فبراير ” في الفترة مابين مايو 2011 وحتى اغسطس من نفس العام حيث تم اعفاؤه بسبب خلافات بينه وبين عسكريين منشقين عن النظام السابق و قد وصفته قناة الجزيرة القطرية التي أفردت له تغطيات و مساحات للقاءات خاصة حينها بأنه يحظى بدعم التيّارات الإسلامية من ” الثوار ” كما أنه عرف بدافعه الشديد عن الدور القطري فى ليبيا و إعتزازه بولائه و قربه للتيار الإسلامي حتى أنه تمنى أن يكون جزءً من المشاريع الخيرية لقطر و التي قال أنها لا تعد و لا تحصى وذلك من خلال سلسلة حوارية أجرتها معه صحيفة الحياة اللندنية .
و كما قطر ، للدغيلي علاقة وطيدة بالسودان و قد عمل فيها سفيراً لليبيا فى تسعينات القرن الماضي إضافة لعمله كسفير فى دولة جيبوتي و إتهمه خصومه فى المجلس الانتقالي بإرتكاب تجاوزات مالية خاصة اثناء فترة عمله في جيبوتي كما إتهمه البعض بفك مخازن ” هناجر ” تابعه للجيش الليبي فى معسكر الهيشة جنوبي درنة ( إسم مشابه لمنطقة الهيشة شرق سرت ) وبيعها لمواطنيين ليبيين اضافة لإتهامه ببيع عتاد عسكري من الاسلحة القومية الليبية من مشروع التصنيع الحربي طرابلس للتطوير الي 5 دول أجنبية من بينها السودان .
لكن جلال الدغيلي قال حينها في مقابلة مع صحيفة برنيق (إن تلك الاتهامات لا أساس لها من الصحة) مضيفا بأنه قام ببيع مجموعة من ” الهناجر ” الخردة، ولكنه أكد أنه أصدر أمر البيع بتكليف مباشر من المجلس الوطني الانتقالي، مؤكدا أن إيراد البيع تم وضعه إجمالا بالحسابات العسكرية، أو في حساب خزانة الدولة الليبية بحسب قوله.
و كان عدد من العسكريين و أبرزهم اللواء سليمان محمود الآمر السابق للمنطقة العسكرية طبرق قد شن حينها هجوماً لاذعاً على الدغيلي بسبب تسليم الطائرة التي بينت هذه الوثيقة بعد 6 سنوات بأنه بالفعل هو من قام بمنحها مجاناً للسودان فى الوقت الذي كانت فيه القوات الجوية الليبية تحاول لملمة شتاتها و تعويض الخسائر التي لحقت بها و بقواعدها طيلة شهور الحرب سنة 2011 .
المرصد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قيل عن بــرقة "سُمع عمرو بن العاص يقول على المنبر في أهل برقة: هم أصحاب عهد إن عاهدوا".

صب المر كان المر طاب .. مفيش امر من فرق الأحباب

اصحاب غبت عنهم قلت ياك ايجوني * رايفت جيت لقيت مايبوني ...الشاعر: صالح بوعياد الشهيبي