غنّاوة علم إلى الملك إدريس رحمه الله (مقال بمناسبة ذكرى الاستقلال) بعد أن نالت ليبيا استقلالها يوم ٢٤ ديسمبر ١٩٥١ باعتراف منظمة الأمم المتحدة، وتنصيب الأمير إدريس السنوسي ملكاً عليها، باشر الإدريس الأول دوره الريادي في الرقي بشعب كان قد خرج من الحرب العالمية الثانية منهكاً وفقيراً ومعدماً، تفتك به المجاعة والأمراض ونسبة الأمية فيه أعلى من ٩٥٪. وكان رتل الملك إدريس رحم ه الله يمر بالمدن والقرى في رحلاته المتكررة من طبرق مكان سكنه إلى البيضاء مقر مجلس النواب ومجلس الشيوخ. ووقف الملك ذات مرة على قرية عين مارة التي كان يرتاد عينها ويشرب من زُلال ساقيتها عندما كان شاباً، وتذكّر أنَّ أحد أصدقاء سنوات الطفولة والصبا من هذه القرية فسأل عنه، ولما أُخبر بمكانه، انطلقت إحدى سيارات المراسم مسرعة لاستدعائه لمقابلة الملك. كان صاحبنا ذاك قد شارك في الجهاد ضد الغزاة الإيطاليين مُذ كان صبياً، لا يكاد يبلغ سن الحلم، حتى أن البندقية إذا وضعها على كتفه، لامست فوَّهتها الأرض لصغر سنّه وقصر قامته فهو لم يشب آنذاك بعد. أبلى صاحبنا في صغره بلاءًا حسناً مع شيخ الجهاد عمر المختار وشارك في كثير