طبرق تطير عـلى أجنحة من ورق - مراسل طبرق - 15/7/2008





صحيح أن أطفالنا يحتاجون الى الحليب والتغذية الجيدة لبناء أجسامهم البناء الصحى السليم.

ويحتاجون الى الكساء من أجل حرارة الصيف وبرد الشتاء وكل ذلك غير متوفر لكثير من أطفال طبرق لأرتفاع الأسعار وأنتشار الفقر ولكن نقول لا بأس من أستراحة محارب كما يقولون. لا بأس من أن نرى أطفالنا يبتسمون ويضحكون بصوت مرتفع ويلعبون فوق رمال وادى العودة وتحت شمس ليبيا الحراقة لعل يأتى اليوم الذى ينالون كافة حقوقهم من غذاء ومأكل وملبس ومستقبل زاهر. فيا لها من روعة أن نرى ذلك ولو على مسافة من الزمن.

ونشكر الأديب القاص أبن وادى العودة أبن طبرق البار الحاج سعيد خيرالله على ما قدم ويقدم من أفكار نيرة لمدينتة التى يعشقها طبرق. كما نشكر كل من ساهم فى هذا اليوم الرائع ومن قام بالتغطية الأعلامية لهذا الحدث.

مراسل طبرق
علي عطية المنصوري
تم النشلر في موقع ليبيا وطننا




طبرق تطير على أجنحة من ورق


سبابتي وتدٌ لطائرة الورق )


تغطية أعلامية :- عوض عبدالهادى الشاعرى


موقع الصياد 
تحت شعار ( سبابتي وتدٌ لطائرة الورق ) وعلى أنغام صوت جارة القمر " طيري يا طيارة طيري يا ورق و خيطان " انطلقت عصر السبت 12-7-2008 م فعاليات المهرجان الأول للطيران الورقي بمصيف العودة السياحي في مدينة طبرق . 
وعلى مدى ثلاث ساعات هي عمر المهرجان وفي أجواء خيمت البهجة والسعادة على جنبات وادي العودة السعيد , وبحضور المئات من أبناء مدينة طبرق , تسابق (41) واحد و أربعون مشاركاً من مختلف الفئات العمرية , باستعراض نماذج من الطائرات الورقية المختلفة الأشكال و التصاميم والألوان , ساعات من المرح والسرور , والمفاجآت و الطرائف , أحاسيس متضاربة ...ضحكات .. صيحات .. تنافس .. غناء .. ركض .. تعثر .. طائرات تحلق في الأعالي كطيور من ورق وخيوط , وأخرى تهوي من علٍ كوريقات شجر في مهب العاصفة , الجميع يتبارى بلا أقنعة ... الأب وأبناؤه ... الفتاة وشقيقها .. الجميع والجميع .. الفرحة وحدت قلوب الطبارقة على أعتاب " وادي العودة " بعد طول غياب .

حلم يتحقق 

التقينا أولاً بصاحب الفكرة الفنان الشاب " ناصر سعيد " الذي كان يتابع كل شيء مثل مكوك من لحم ودم , فقال : 

مضى وقت طويل وأنا أحلم بتحقيق هذه الفكرة , وبعد اتفاق مع الزميل الإعلامي " عبد العزيز هاشم " اتفقنا على مناقشة المقترح مع أمين الثقافة و الإعلام بطبرق , والذي رحب كثيراً بالفكرة وتعاون في تنفيذها حسب التصور , وبعد الإعلان عن الشروط والموعد , ها أنتم تشاهدون الآن النتيجة .. لحظات من المرح والسرور تغمر كل القلوب , وهذا ما يثلج صدورنا ويدعونا للاعتزاز بشباب هذه المدينة السباقة دائماً لكل ما هو جديد ,

ونأمل أن ننجح في التجهيز أكثر للمهرجان الثاني , الذي سنستعد له قبل فترة طويلة وبقوة أكثر إن شاء لله .

وبين أروقة المهرجان كان ثمة خلية نحل تتحرك بدأب وانتظام , لتضفي مسحة من الجمال والحيوية , اخترنا من بينها مجموعة من قدامى كشاف طبرق وأعضاء اللجنة المنظمة للمهرجان فقالوا :

عدت إلى طفولتي 

نجيب الزردومي : 

في الحقيقة جمال هذه الفكرة يرجع إلى طرافتها , لأن هذه الرياضة كانت في حكم الاندثار , وان معظم الأجيال الحالية كانت تجهل هذه الهواية الممتعة في ظل وجود ألعاب الكومبيوتر والرياضات الأخرى , وأنا هنا أشيد بأصحاب هذه الفكرة الذين أحيوا فينا مشاعر كنا نظنها قد رحلت مع سنوات العمر , ولقد عدت إلى طفولتي وأنا أتابع المتسابقين الآن , مما ولّد عندي إحساس قديم جديد وأنا أرى البسمة تطغى على وجوه الكبار قبل الصغار في آن واحد , أتمنى أن تستمر هذه التظاهرة طوال أيام الصيف وأن يستمر هذا المهرجان كل عام .

ممارسة هواية وملء الفراغ 

علي عمر المجدوب :

لقد تشرفت بالمشاركة في هذا المهرجان الذي يقام للمرة الأولى , وهو خطوة مباركة تساعد على ملء الفراغ لدى الشباب وتحصينهم ضد الظواهر السلبية والانحرافات , ولقد دهشت حقيقة من الحضور الكبير , الذي يدل على أن هذه الهواية سيكون لها عشاق كثيرون , بعد أن كادت تنقرض , هذه الهواية التي تذكرنا بالزمن الجميل , أيام كنا لا نعرف سوى اللعب واللهو البريء , وتجعلنا نحلق مع صوت السيدة فيروز , وصوت فايزة أحمد وكل المطربين الذين تغنوا بالطيران , والطيور .

بعيداً عن الهموم اليومية 

عبد الخالق بدر : 



بصفة عامة لقد نجح هذا المهرجان , ومن المعلوم أن المهرجانات الصيفية والترفيهية مهمة جداً للطفل والطالب وأولياء الأمور , خاصة بعد ضغط الامتحانات وشهور الدراسة , وتمتاز بلادنا والحمد لله بشواطيء ساحرة ولدينا المواهب التي تحتاج فقط للتوجيه السليم حتى نصل إلى درجة عالية من تثقيف ابناء مجتمعنا والوصول إلى درجات أرفع في قائمة الثقافة والحضارة , ومن خلال حضوري للمهرجان الأول للطيران الورقي لاحظت مشاركة كل الفئات السنية بدءً من الأطفال والشباب والفتيات حتى كبار السن , وهذه فترة ترويحية جميلة أبعدتنا ولو لبعض الوقت عن الهموم اليومية والتفكير في ارتفاع أسعار السلع , ولوازم البناء وغيرها خاصة وأن بلادنا تمر هذه الآونة بمرحلة تحول , ولدينا كوادر شابة تستطيع إدارة مثل هذه المهرجانات بروح الشباب الخلاق المبدع الذي يستطيع صنع السعادة , وإضفاء الابتهاج ,بالصورة الصحيحة وبالشكل المطلوب , وبالنسبة لنا كأعضاء في اللجنة المنظمة يتلخص دورنا في تهيئة الجو المناسب لكل المشاركين لممارسة هذه الهواية الجميلة , ومن خلالكم أسجل الشكر والتقدير للإعلاميين بمدينة طبرق وتألقهم المستمر سواء على المستوى المحلي أو الخارجي , ولدورهم في متابعة كل المناشط والأخبار في كافة ربوع منطقة البطنان .

تألق 

رمضان هاشم فرحات ( مذيع ومنشط المهرجان ) :

أنا سعيد بهذه التجربة , والتي انطلقت من رحاب وادي العودة ومن مدينة طبرق العامرة بالإبداع والتألق , وأتمنى أن تسجل كابتكار طبرقي أصيل , مثلما قمنا ن قبل بتنظيم المهرجان الأول للطير على مستوى ليبيا , وأتمنى أن تدعم مثل هذه التظاهرات التي تجمع الناس على طريق المحبة والخير .

طفولة ومرح 

فيصل سعد مصراتي: ( متسابق صغير ) 

سمعت بالمسابقة في إذاعة البطنان فحكيت لأبي عنها , وقمت بصناعة طائرتي الورقية وشاركت , وأتمنى أن أتحصل على جائزة في العام القادم .

لهو وبراءة , أصغر وأكبر 

حسان علي عمر, إدريس صالح إدريس ( اصغر للمشاركين )

كانا يمرحان ويحاولان تقليد من هم أكبر منهم سناً وملامح البراءة تطغى على حركاتهم المرتبكة . وهم يشاكسان ( وليد سعيد إدريس , وأشرف مفتاح عبد السلام " أكبر المتسابقين )

نتائج وهدايا 

وقبل أن تغيب شمس النهار خلف تلال وادي العودة انطلقت صافرة الختام , وتم توزيع شهادات التقدير والمشاركة أعلنت لجنة التحكيم عن النتائج التي جاءت على النحو التالي : 

الترتيب الأول ( أارتفاع ) وليد سعيد إدريس .............. جهاز مرئي كبير LG
الترتيب الثاني ( أعلى ارتفاع ) منيرة إدريس إبراهيم .............. إذاعة منزلية متكاملة
الترتيب الأول ( أفضل تصميم ) سيد محمد حسين .......... جهاز مرئي كبير LG
الترتيب الثاني (أفضل تصميم ) أشرف إبراهيم محمد ................. إذاعة مسموعة متكاملة

ألق الشعر عند المغيب 

وعلى هامش هذا المهرجان الجميل و بينما رذاذ البحر المنعش يلامس الوجوه التقينا بعراب المهرجان الأديب ( سعيد خير الله صالح ) " فقال :

لحكمة اقتضتها لأقدار ولدت هنا في رحاب هذا الوادي الذي يختزن في جوفه مصادر مياه مدينة طبرق , وهذا ما دعا طائرات الحلفاء والمحور تتسابق في دك هذا الوادي وقصف سكانه وتسوية مزارعه بالتراب , كان ذلك في زمن تولى , ومن المفارقات أن نرى الطائرات الورقية المزركشة رمزاً للسلام والمحبة , وهي تزين سماء وادي العودة , وتتراقص في أيدي الأطفال على أنغام الموسيقى الجميلة ... إن بهجة هذا الأصيل تمحو من الذاكرة تلك المآسي التي شهدها هذا الوادي , وتعيدني إلى ذكريات طفولتي في وادي العودة , والتي عبرت عنها يوماً بقولي :

سبابتي وتد لطائرة من ورق
والريح تقطف بالونتي
فيدق قلبي طبول القلق
وأحلم بطفولتي ,وثوبي القشيب
مشدود إلي بعقدة من خلق
وتمائم جدتي تتدلى على جبيني
درءً للحسد وللبوم إذا نعق
أحبو بأربع على الثرى
فيدخل الوطن من مسامات العرق
أرنو لعصا الفقيه تتوعدني
وتلأط جاري الذي نزق
أطالع وجهي في مرآة اللوح
وفي نور سورة الفلق
ويخضل العمر بزهو الشباب
يحلق في مدارات الألق
وأحن لشذا عطر يمر
سبحان الذي قد خلق
واليوم شعري وشعرها شيب
وازدان الوقار بالشفق
وهاأنذا يرحل بصري
بإتجاه أجنحة ترف للأفق 

وعندما جن مساء وادي العودة وظهر في الأفق الشرقي قمر خجول , قام المنظمون بعرض شريط مرئي من إعداد وتصوير ( ناصر سعيد , وعبد العزيز هاشم ) وبصوت الشاب عبد الله بليحق , عن سواحل البطنان الساحرة , وعن الحياة الطبيعية لهذا الجزء الغالي من تراب ليبيانا الجميلة تلك الأفسح من قارة وأرحب من مجرة , قبل أن يأزف الوقت بالرحيل , وتتنادى المطايا اليابانية بتذليل صهواتها الحديدية لركاب أكثر سعادة , وربما أكثر انطلاقا على درب الأحلام .



هذا المنظر لوادى العودة طبرق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قيل عن بــرقة "سُمع عمرو بن العاص يقول على المنبر في أهل برقة: هم أصحاب عهد إن عاهدوا".

صب المر كان المر طاب .. مفيش امر من فرق الأحباب

هذا زجاج من صحراء ليبيا غالي الثمن ومستكشف حديثا وله سمعة في سوق المعادن الثمينة