صفحات سوداء من حكم القذافي ••••••• رحلة إلى المجهول ..... (( من المدرسة إلى حرب تشاد ))
في صباح يوم الأحد كنت ضمن طلاب الشهادة الثانوية خرجت من المستشفى حيث كنت مرافقا لوالدي رحمه الله الذي اجريت له عملية جراحية على (( المرارة )) بينما كانت أمي في الاراضي المقدسة لقضاء فريضة العمرة مع اخي ....
توجهت كالعادة حاملا دفاتري إلى المدرسة مرت الساعات الاولى من ذلك اليوم البارد وخرجنا كالعادة فترة الاستراحة بين الحصص الدراسية لتناول وجبة الافطار وهو عبارة عن (( خبزة وطعمية ))
وما ان انتهت فترة الاستراحة حتى دخلت إلى المدرسة مجموعة من السيارات وحافلات تابعة لشركة الجنوب للنقل السريع وتم جمع جميع الطلاب بفناء المدرسة ...
قالوا لنا بعض المسؤليين في سبها برفقة مدير المدرسة الذي لا يعلم شيئاً عن الموضوع (( شاهد ما شافش حاجة ))
بأننا سيسافر جميع طلاب الشهادة الثانوية إلى مدينة طرابلس لحضور الاحتفال الكبير ونحن في حالة ذهول بين الحيرة والفرح ....
لاننا سنرتاح من عناء الدراسة لعدة ايام ..وقام احد الطلاب بسؤال المسؤل ع هل لنا ان نعلم اهلنا بموعد السفر ونودعهم ونستعد لذلك ....؟؟؟؟؟؟؟
رد علينا المسؤل (( م .. ح)) لا ليس هناك وقتاً لنضيعه نحن من سيقوم بإعلام اهلكم بالسفر لا تقلقوا هيا اركبوا إلى الحافلات سنسافر الأن .....!!!
ركبنا الحافلات نغني فرحا بالسفر .... ولزيارة العاصمة ....
توجهت بنا الحافلات إلى معسكر التدريب سبها ......
وما أن دخلت الحافلات للمعسكر تفاجئنا بوجود اعداد كبيرة من طلاب المدارس الثانوية من سبها واوباري والشاطي ومرزق وغات ...
تم تجميعهم هنا في المعسكر .....دخلنا إلى مبنى يسمى (( الميز ))
وهو عبارة عن صالة أكل خاصة بالجيش ... وغادر المسؤلين بعد احكام غلق الابواب كلها علينا وبقينا كالمساجين .....
نترقب حضورهم ....وبقينا ننتظر ما تخفيه الساعات القدمة في ذهول ....!!!
والكثير من الاسئلة والتوقعات تراود اذهاننا وبقينا حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل دون أكل سوى قليلا من الماء ....!!
واخيرا بعد الواحدة جاء المسؤليين وجاءت الحافلات .... والجوع يقطع احشاؤنا .. والبرد يخترق اجسادنا ولم نعد نقوى على حتى الكلام ....!!
قاموا بتوزيع بعض التجهيزات العسكرية والملابس في حقيبة تسمى (( الكت العسكري )) سألت احد الضباط الموجودين بقربي ويدعى (( ر.. ع )) ولماذا يتم توزيع الملابس العسكرية علينا ...؟
رد قائلا قد نحتاجكم لتقوموا بعرض عسكري في احتفال طرابلس ..بأعتباركم قد تدربتم على طريقة المسير العسكري في مدارسكم ...! ركبنا الحافلات يدا تحمل الدفاتر ويدا تحمل الحقيبة العسكرية (( الكت ))
وغادرت الحافلات مركز التدريب بعد منتصف الليل متجهة إلى مطار سبها الدولي المدني دخلنا الى الصالة في حراسة مشددة الى صالة المطار الخالية من الناس ومن الموظفين سوى العسكريين وضعنا الحقائب في الساحة وركبنا الطائرات نوع بوينغ 727 وغادرت بنا الطائرات الى الوجهة المجهولة بعضنا كان يغني فرحا ....
والاخرين مصدومين بالموقف ....والخوف من المجول قد سيطر على تفكيرنا
غادرت طائرات الخطوط دون ان تعلمنا عن موعد نزول الطائرة ولا الوجهة القادمة في غياب تعليمات الضيافة الجوية .... كما تعودنا دائما ......
لم نربط الاحزمة ولم نستعد للسفر ..... سافرنا بلا حقائب لم تتجاوز اعمارنا السادسة عشر الى اغرب رحلة في العالم ....
واثناء الرحلة لم تكلف شرحة الخطوط الجوية نفسها بسد الرمق بضيافتنا ولو بوجبة عشاء فصارت هي ايضا من المتامرين وهي الجهة المنفذة لهدا الرحلة ....
وبعد ساعة وربع ادركنا أن الطائرة لم تتجه إلى طرابلس حيث زمن الرحلة من سبها إلى طرابلس لا تتجاوز الساعة .... وعند هبوط الطائرات غلى تلك القاعدة العسكرية كان في استقبالنا افراد من الجيش بعضهم كان ملتحي واخرون استقبلونا وهم في عمى الخمر والمسكرات التي اتخذوا منها وسيلة لتنسيهم غربة المكان ...
استقبلونا بشاحنات عسكرية واتجهوا بنا على صالة كبيرة تقبع في شرق القاعدة وامرونابعدم الاسئلة ...وقاموا بتوزع البطاطين في تلك اللليلة الحالكة السواد الباردة وكأننا في اقصى روسيا ....
سالت سائق الشاحنة قبل الصعود بالله عليك نحن وين توة .....؟؟؟
رد عليا بخجل في الصبح تعرفوا انتم وين ...... الصباح رباح يا ولدي ......!!
وفي الصباح الباكر تم جمعنا واستيقاضنا بصوت مرتفع ...
هيا انت واياه انهض .... انهض يا عسكري .... وجمعونا لتناول وجبة الافطار التي تحتوي على كأس من (( الشاهي وعلبة حليب الزهرات ))
وقفنا بعد الافطار متراصفين وجاء كبير الضباط وهو يدعى (( ر ... ع .... ش )) وقال لنا (( هده أوزوا يا سادة )) .... وللحديث بقية حيث المأساة ....
صفحة // عبدالله ابوعذبة
تعليقات
إرسال تعليق