أخبار وأحداث لم يسمع بها القذافي
أخبار وأحداث لم يسمع بها القذافي
218TV | خاص
استبد نظام العقيد معمر القذافي بالليبيين، فقد كانت آلته الأمنية والعسكرية القمعية تبطش بالليبيين حتى إذا ما اشْتُبِه أن بعضهم قد تورط في “شتمه” ذات منام، فقد عمّم أجواء الرعب والخوف بين الليبيين طيلة عقود طويلة، لكنه منذ مقتله في أكتوبر 2011 فقد فوّت حدثا لافتا واستثنائيا لم يكن ليتخيله في “أسوأ كوابيسه”، فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن ثقافة العفو العام التي حرم الليبيين منها عقودا طويلة استفاد منها نجله سيف الإسلام الذي أصبح حرا طليقا، لكن من دون صوت أو صورة.
أحداث كثيرة وقعت منذ الإعلان عن وفاة العقيد معمر القذافي، إذ ليس معروفا ماذا ستكون ردة فعل العقيد إزاءها فيما لو كان لا يزال حيا وهاربا داخل أو خارج ليبيا، أغلب الظن أنه كان سيرد ب”خطابات طويلة”، و “مُنْفصمة عن الواقع”، ولربما ختمها بختمه الشهير الذي لوّن به خطاب “زنقة زنقة” حينما خاطب الليبيين في الميادين: “من أنتم؟”، وهو خطاب غريب لم يسبقه إليه أحد.
ربما كان العقيد سيأمر ب”جلب وإحضار” فايز السراج لو علم أنه احتل مكانه في حمل “ختم الدولة”، أو مثلا سافر إلى مقر منظمة الأمم المتحدة في مدينة نيويورك ليقف بدلا منه على “المنبر المُفضّل” للعقيد، كان سيأمر بإعدامه مثلا لو أن عرف بأن السراج قد تحدث عن الدستور والقانون والاتفاقيات، ولم يُعرّج على “الكتاب الأخضر”، أو نظريات العقيد الأخرى التي ساهمت في تدمير ممنهج لجيل ليبي كامل.
لم يسمع العقيد أن “ترسانته العسكرية” التي كان يُخطّط لإبادة الليبيين فيها قد أصبحت تباع وتشترى في تونس والجزائر ومصر على أيدي جماعات إرهابية، مثلما لم يسمع أبدا عن ملياراته التي حرم الليبيين لم يُكْشف عن الكثير منها، بسبب تشتت أفراد عائلته بين القبور والمنافي.
على الأرجح لم يسمع أن زوجته الثانية صفية فركاش قد عادت إلى البيضاء، دون أن يبطش بها أحد، ولم يضايقها أحد في بلاد جديدة تُحاول أن “تتنفس” القانون، رغم قتامة المشهد السياسي في ليبيا في السنوات الأخيرة، إذ لن يسمع العقيد أيضا أن خيمته المزركشة في العزيزية لم تعد مكانا لتصميم نظريات الرعب والخيبات، بل أصبحت طرابلس تُدار من قاعدة بوستة البحرية، وأن السراج بالكاد يستطيع أن يطل برأسه منها ليلا.
لو كان القذافي حيا لكان قد فرح بخبر واحد، وهو أن العاصمة طرابلس ومدن ليبية كثيرة كانت تخاف من “خطاب واحد” له، باتت بلا أمن أو أمان، وأن غابة سلاح تحكمها، أو أنه صار لليبيا ثلاث حكومات وأكثر من مؤسسة للنفط، ونحو ثلاثة محافظين للبنك المركزي، ولربما أعاد صرخته الشهيرة: “من أنتم”؟
تعليقات
إرسال تعليق