بوسهمين يدفع بسؤال: هل يمكن ان يحتفل الضحية والجلاد معاً؟!:
يوم أمس كتبت بأني سأحتفل .. وأن إحتفالي بفبراير لا علاقة له بإحتفالات أخرى وإن تشابه معها .. فلم يعجب كلامي البعض .. ولكن لم تمض ساعات عن كتابة البوست حتى خرج نوري ابوسهمين وأكد فى شهادة خطيرة أنه كرئيس للمؤتمر ونوابه الذين تحولوا اليوم الى "مجلس الدولة" ويحتلفون فى طرابلس .. حيث ذكر منهم ابوسهمين منهم عدة اسماء منها رئيس المجلس عبدالرحمن السويحلي .. وذكر من اعضاء الرئاسي محمد العماري .. وهم كما سمعنا دون خجل من اشرف على جرافات الموت والعار التى صدّرت الارهاب الى بنغازي وتسببت فى قتل الالاف .. وسنضيف شهادته الى شهادات تؤكد تورط المجلس الرئاسي وحكومته فى دعم سرايا بنغازي التى قتلت ايضا العشرات .. وشهادات من اعتقلوا فى مصراتة وطرابلس وسبها واعترافهم بمسؤليتهم عن تفجيرات ودمار بنغازي برعاية واحتضان جهات رسمية فى دار الافتاء وابي ستة ومصراتة وغيرها .. فهذه للاسف وبدون اي زعل هي السلطة التى تحتفل اليوم فى طرابلس .. فيا ايها العقلاء هل يمكن تصور احتفال المجرم والضحية معاً؟!.. هل ثمة نفسية سوية تقبل او تدعو الى ذلك بل وتريد اعتباره عملا وطنياً؟!.. لذلك فليحتفل رعاة الارهاب والجرافات ومن يرغب فى اللحاق بهم .. ومن حقنا كضحايا أن نشير اليهم كمجرمين وكسارقي حلم الشعب .. وان نرفض الاحتفال معهم احتراماً لمدينتنا ولشهداءنا وللتاريخ والقيم التي إنتفض الشعب من اجلها .
وبكل صراحة .. فعقب رضا الكثير من النخب باغتصاب المجلس الرئاسي للسلطة ودفاعهم واعلامهم عنه .. وقبولهم بفرض السويحلي نفسه كأمر واقع بخلاف الاتفاق.. وبعد محاولات فرض المسودة والتلاعب بالاحكام القضائية .. ووفق ما نشاهده على الارض من حقائق .. اقول بلا تلعثم لقد تباعدت المواقف والرؤى .. واصبح لفبراير اكثر من مشروع .. وليس من حق أي منها ان يفرض نفسه على الأخر .. ففبراير الانتفاضة يجب ان تصيغ مشروعها ولا تتحول الى مجرد رد فعل (غاضبة وعاطفية وغير مجدية) على من تعتبرهم سارقو احلام وشعارات الناس وتضحياتهم .. فلم يعد هناك بأس وفق ما نشاهده أن تفرح كل مدينة بطريقتها .. وهذا يحتاج منا الى البحث بشكل شجاع وصريح ومباشر فى شكل نظام الحكم بشكل ينهي قصة المغالبة وفرض الإرادات .. ويجعلنا نلج مرحلة الاستقرار وإعادة الاعمار.
وكل عام وانتم بخير .. وعاشت فبراير الانتفاضة رمزاً للحرية ونموذجاً لإرادة الناس العفوية.
كتب @عيسى عبدالقيوم
تعليقات
إرسال تعليق