برقة التاريخ والجغرافية ... (2)... محمود شمام
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
(2) برقة التاريخ والجغرافية :
حكمت برقة ثلاثيات :الساحل والجبل والصحراء ، السنوسيون والقبائل والنخبة المدينية، الصلابة والحكمة والدهاء ، صلابة أحمد الشريف وعمر المختار ويوسف بورحيل والفضيل بوعمروحكمة ادريس السنوسي ودهاء عمرباشا الكيخيا ، فبرقة جبل وهضبة وسهول ووديان وصحاري وواحات. يعانق الجبل البحر وتنتشر بينهما الشماري والبطوم وترعى في سهوله قطعان ألأغنام البرقاوية الشهيرة.كانت برقة تصدر الأغنام والسمن والعسل والحلفا . كان طريق عزيزة الممر الآستراتيجي للتصدير. كان تجار برقة يتحركون في البراح الاستراتيجي للجغرافيا السياسية الممتدة حتى اميال قليلة من الأسكندرية. كان ابناء العمومة من قبائل برقة المهاجرة او المهجرة يتواجدون في الفيوم والبحيرة وسوهاج ومرسى مطروح وسيوة. وكان زعمائها كحمد باشا الباسل يتصدرون المشهد الساسي المصري مع زعماء مصر الكبار. وبرقة لم تكن جبل وهضبة وبحر فقط بل كانت ايضا تمتد جنوبا عبر واحاتها جالو وأوجلة والكفرة والجغبوب لتتاخم حدود افريقيا ، وصولا للعمق الأفريقي حتى وصل نفوذ السنوسيون الى شمال نيجيريا. كان الفهم السنوسي للجغرافية السياسية فذا. كانت افريقيا العمق الاستراتيجي لبرقة ثم لليبيا عبر فزان. ولهذا انشأ السنوسيون سلسلة من الزوايا تمتد من البيضاء شمالا الى شمال نيجيريا جنوبا. كانت الزاوية السنوسية مفرا اداريا وماليا ووحدة انتاج اقتصادي ومركز تعليمي ووحدة لفض النزاعات ابضا. وفي حالات القتال تتحول الى قيادة اركان عسكرية. تعدى الفهم السنوسي البنية التحتية الى البنية الفوقية حيث ظهر الاهتمام بالمعلمين والفقهاء والقادة العسكريين ، وفيما أهتم السيد المهدي السنوسي بتوسعه نحو الجنوب كان السيد أحمد الشريف متحسسا للخطر الاستعماري سواء في الجنوب أوالشرق أوالشمال ولعل البراح الاستراتيجي الذي خلقه السنوسيون هو الذي مكن برقة من المحاربة ضد ثلاثة جبهات الفرنسيون في الجنوب والانجليز في الشرق والايطاليين في الشمال.
لقد نجح السنوسيون في الاخاء بين القبائل وفي ايقاف اي نوع من النزاع بينهما مما جعل المقاومة للأستعمار الايطالي والذي استمر حتى عام 1931. لقد أبتكرت القيادر السياسية فكرة الأدوار ووضعت على رأسها قيادات لا تخضع للمحاصصة القبلية . ورغم نفوذ السعادي الا ان القيادة عقدت للشيخ عمر المختار وهو من المرابطين. كان العلم والمعرفة والكفاءة هي أساس الآختيار ولهذا فهموا اولئك القادة الأفذاذ الجغرافية السياسية وأستعمل السيد أدريس السنوسي العمق المصري لدعم الجهاد وكان طريق عزيزة الحيوي التجاري هو احد اهم الطرق مع مصر مما جعل الطليان يبنون الشبردق ويقيمون معسكرات الأعتقال وفقدت برقة تجارتها وثروتها وثلث سكانها ثمنا لتحريرها. وفهم القادة أهمية العمق الجنوبي حيث لم يتمكن غراسياني من التوغل في الجبل قبل ان يحتل الكفرة. وقاد صفي الدين السنوسي معركة القرضابية حتى لا يقترب الطليان من طريق الواحات اجدابيا والى الجنوب. لم يكن هناك هلالا نفطيا آنذاك كان مجرد قوس تخاض فيه معارك تاريخية كبئر بلال والكراهب.
غدا نواصل رحلتنا لفهم أغوار التجربة البرقاوية. هل ادريس السنوسي الصنيعة أم المنقذ.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق