كيف يستقطب «داعش» المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا؟
كيف يستقطب «داعش» المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا؟
استغل تنظيم «داعش» سيطرته على أغلب الطرق الرئيسية للتهريب في ليبيا لربط علاقات تعاون مع المهربين استفاد منها في تعزيز صفوفه بمقاتلين جدد من المهاجرين وكذلك في زيادة عائداته المالية، كما جعل منها سلاحا قويا في يده لتهديد أوروبا.
مع ارتفاع عدد المهاجرين غير الشرعيين من ليبيا وبلوغهم أكثر من 100 ألف، دخل تنظيم «داعش» على الخط ليكون تهريب البشر وسيلته لجمع الاموال اللازمة وتجنيد المقاتلين بهدف ضمان استمرارية التنظيم، معتمدا في ذلك على نفوذه وسيطرته على أهم الشواطىء والموانىء الليبية التي يستخدمها المهربين للهجرة نحو أوروبا.
ويشرح محمد الزوي من الجيش الليبي لـ«CNN» مراحل العملية، قائلا إن المهاجرين غير الشرعيين بعد دخولهم إلى ليبيا قادمين من الدول الإفريقية المجاورة، يقوم تنظيم «داعش» بفرزهم ليتم تجنيد أفراد منهم ليكونوا مقاتلين في صفوفه مقابل إغرائهم بمبالغ مالي وبجميع أنواع المغريات الدينية والدنيوية، موضحا أن الاختيار يتم حسب الديانة والعمر وإمكانية التدرب على السلاح، وهو ما يفسر ارتفاع عدد المقاتلين من دول إفريقيا جنوب الصحراء في صفوف «داعش».
وأضاف الزوي أن عصابات تهريب المهاجرين تنشط برا وبحرا وتوفر هذه التجارة التي يقودها أشخاص لهم خبرة فى معرفة المسالك والدروب غير المعروفة من قبل العامة والبعيدة عن المناطق السكنية مكاسب مالية كبيرة لأصحابها، مشيرا إلى أن عجز البلاد على السيطرة على حدودها استغله تنظيم «داعش» سواء لاقتسام المرابيح المالية مع المهربين مقابل حمايتهم أو لتجنيد مقاتلين من المهاجرين.
ووفقا للإحصائيات الأخيرة للوكالة الأوروبية لإدارة التعاون العملياتي في الحدود الخارجية للدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي «فونتكس»، يتقاضى تنظيم «داعش» مبالغ مالية ضخمة لقاء تسهيل عمليات الهجرة من إفريقيا في جنوب الصحراء إلى أوروبا، حيث نجح في جمع نحو 323 مليون دولار من الهجرة غير الشرعية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وبخصوص المجندين من المهاجرين، أفاد الزوي أن المرحلة الأولى تبدأ بجمعهم وإرسالهم إلى مصراتة بعد تدريبهم فى الجنوب ثم يتوجه بعضهم فى جرافات للقتال فى بنغازى والبعض الآخر يبقى في سرت من أجل استخدامهم للقتال في المواجهات العادية ضد الجيش أو حرس المنشآت النفطية وذلك من أجل عدم خسارة الفاعلين والقادة في «داعش» فى مواجهات قد تكون سبب فى مقتلهم.
وكانت تقارير إعلامية كثيرة تحدثت عن أن الجماعات الارهابية في ليبيا خاصة تنظيم داعش يستمد قوته ودعمه المادي من شبكات التهريب المتعددة ومن تجارة البشر، وهو ما أكده لـ«CNN» أسامة الجارد كاتب ليبي متخصص في متابعة الحركات الإرهابية في بلاده.
واعتبر الجارد أن علاقة مهربي البشر بتنظيم «داعش» علاقة ترابط وتعاون مشيرا إلى أن التنظيم هو الذي يتحكم في عملية التهريب ويستفيد أولا من عائداتها المالية الكبيرة، وثانيا ينجح في تحويل وجهة عديد المهاجرين غير الشرعيين من الرغبة في الهجرة إلى أوروبا إلى الانضمام في صفوفه والدفاع عنه من خلال إقناعهم بأفكاره وتلقينهم دروس يحرضهم من خلالها ضد الدول الأوروبية.
وبخصوص إمكانية نجاح تنظيم «داعش» في تسريب مقاتلين وجهاديين في قوارب المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا، أكد الجارد أن هذا السيناريو وارد جدا لأن التنظيم قادر على ذلك انطلاقا من الموانىء التي يسيطر عليها والتي لا تبعد عن أوروبا سوى مئات الكيلومترات ومن الزاد البشري الذي يمتلكه.
وتجنبا لهذا السيناريو، توقع الجارد أن يكون للدول الغربية دورا كبيرا في الفترة القادمة في ضبط العملية الأمنية في ليبيا خاصة بعد مباشرة حكومة الوفاق الوطني مهامها، وذلك من أجل كبح جماح تنظيم «داعش» ووضع حد لتزايد نفوذه وتمدده، توقيا من احتمالات وقوع هجمات إرهابية في المدن الأوروبية على يد المهاجرين.
وكان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، حذّر مطلع الشهر الجاري من امكانية تكثيف العصابات في ليبيا نشاطها في تهريب اللاجئين عبر البحر المتوسط إلى أوروبا، موضحا أن التغلب على عصابات الإرهاب وجرائم التهريب مرهون بعودة ليبيا مرة أخرى لتكون دولة قادرة على التحرك.
وكان الاتحاد الأوروبي أطلق عملية عسكرية بحرية في المياه الدولية منذ العام الماضي تهدف إلى اعتراض قوارب المهاجرين غير الشرعيين المتجهة من ليبيا إلى أوروبا نجح خلالها في توقيف عديد المهاجرين والقبض على عدد من المهربين.
ومع بداية فصل الربيع وعودة البحر إلى هدوئه تتوقع دول الاتحاد الاوروبي تدفق أكثر للمهاجرين غير الشرعيين من ليبيا، حيث بدأت تطالب بتطوير العملية العسكرية والتدخل في المياه الإقليمية الليبية لمواجهتهم، إلا أن مطلبهم اصطدم بمعارضة شديدة من ليبيا التي ترفض رفضا شديدا انتهاك مجالها البحري.
القاهرة - بوابة الوسط |
- See more at: http://www.alwasat.ly/ar/news/libya/102338/#sthash.EXPv9lx4.dpuf
تعليقات
إرسال تعليق